توسيع نشاطهم التجارى.
ثورة يوليو 1952 ...وافريقيا
تحت هذا العنوان جاءت مقالة د.السعيد البدوى التى نشرت بالاهرام فى 2000/7/22 لتحدد فى إيجاز دور ثورة يوليو 1952 بقيادة جمال عبد الناصر فى مساندة دول إفريقيا الساعية للتحرير..حيث كتب د.السعيد البدوى :" قامت ثورة يوليو 1952 نتيجة للقهر الداخلى الواقع على الشعب المصرى..وأيضًا لتخليص مصر من الأحتلال الاستعمارى البريطانى..وأنطلقت ثورة يوليو تتفاعل مع العالم الخارجى متبنية سياسة عدم الانحياز لأى من القوتين العظميين..الرأسمالية والاشتراكية..واضعة نصب أعينها فى علاقتها الخارجية ثلاث دوائر تتحرك من خلالها وهى :
الدائرة العربية..حيث تيار القومية العربية..والدائرة الإفريقية..حيث الانتماء العضوى بالكيان الأفريقى..والدائرة الإسلامية..حيث العالم الإسلامى المترامى الاطراف.
وفى إطار الدائرة الإفريقية انطلقت ثورة يوليو 1952 لدعم حركات التحرر الإفريقى التى تفجرت بقوة بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية وفقًا للمبادىء والأفكار الجديدة التى اعلنت بعدها..حيث احتضنت زعماء هذه الحركات التحررية وامدتهم بالسلاح والمال والدعم السياسى والدبلوماسى..وكانت الجمعية الإفريقية فى الزمالك بالقاهرة بمثابة حضانة لتفريخ القيادات الإفريقية حيث تعهدت مصر الثورة هذه القيادات بالتوجيه والدعم والصقل حتى نضجت واستطاعت أن تتحمل مسئولية الكفاح السياسى أو القتالى فى ربوع القارة..
وأتت مرحلة الكفاح أكلها حيث كان عام 1960 عام التحرير الإفريقى..إذ حصلت 71 دولة إفريقية على أستقلالها فى هذا العام وحده..وعندما نحلل تيار التحرر فى القارة الإفريقية نجد أنه اتجه من الشمال إلى الجنوب نتيجة لأسباب كثيرة لا شك ان اهمها تأثير الدعم المصرى الثورى لدول الجوار فى الشمال الإفريقى..ومن أمثلة ذلك دعم الثورة المصرية للثورة الجزائرية..وكذلك نضال شعب تونس..وكفاح شعب المغرب إضافة إلى ليبيا والسودان..وامتد الزحف التحررى إل» شرق إفريقيا حيث الصومال وكينيا وأوغندا وتنزانيا..وخصوصًا استقلال الصومال الذى استشهد من أجله المصرى كمال الدين صلاح.
وظل الدعم المصرى يتدفق إلى أعماق القارة فى الغرب والوسط والجنوب مع غانا وغينيا ونيجريا والكونغو ( زائير) وقاومت مصر حركات الإنفصال بعد الإستقلال خصوصًا فى نيجريا ( منطقة بيافرا) حيث البترول..والكونغو ( زائير) حيث توجد ثروات معدنية ضخمة فى كاتنجا...وفى جنوب السودان حيث التوجيه البريطانى لفصله واعتباره دولة تتوجه نحو المحيط الهندى..حيث شرق إفريقيا البريطانية ـ كينيا-أوغندا-تنزانيا)..
وبعد استقلال معظم الدول الأفريقية كان لا بد أن يكون الدعم المصرى لإفريقيا من نوع جديد فأنشى الصندوق الفنى المصرى للتعاون مع الدول الإفريقية حيث كانت المعونة الفنية المتمثلة فى الخبراء والفنيين والأساتذه خصوصًا من الأزهر والأطباء وأساتذة الجامعات والعمالة الفنية..وإقامة السدود وتوليد الكهرباء المائية وغيرها من المشروعات"
وقد كانت حكومة عبد الناصر قد اصرت وبشدة على أن يكون الوجود المصرى فى إفريقيا واضحًا ملموسًا فكان هناك أكثر من 52 مكتباً لثلاث شركات قطاع عام تعمل فى مجال التجارة الخارجية هم : شركة النصر للتصدير والاستيراد ولها النصيب الأكبر، مصر للتجارة الخارجية..ومصر للاستيراد التصدير...وكان لتلك الفروع المصرية دورًا هامًا فى الترويج للمنتجات المصرية..
ولقد كان للدور الفاعل الذى قامت به مصر فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر أثره الفعال فى إعلاء شأن إفريقيا على مستوى المحافل الدولية..الأمر الذى أدى إلى إقرار الأمم المتحدة ليوم محدد يحمل أسم القارة السمراء..حدث ذلك فى سنة 1960 حيث تحدد يوم 52 مايو من كل سنة يومًا لإفريقيا..وذلك بعدما تمكنت أكثر من 51 دولة وقتها من الحصول على إستقلالها والإنضمام إلى المنظمة الدولية مما رفع عددها فى تلك السنة إلى 52 مقعدًا بينما كانت إفريقيا ممثلة فقط بتسع دول مستقله.
وبجانب الدور الفاعل الذى قامت به مصر فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر لمساندة حركات التحرير الإفريقية..ودعم الدول الإفريقية اقتصاديًا وعلميًا..كانت مصر أيضًا قد قاومت كل المحاولات التبشيرية التى قام بها الغرب من خلال الدور الإيجابى الذى لعبه الأزهر الشريف بتوجيهات من الرئيس جمال عبد الناصر شخصيًا حيث كان يتابع هذا الملف من خلال الوزير محمد فائق الذى استطاع خلال فترة وجيزة من تكليفه بهذا الملف أن يساعد مصر وبصورة متقنة فى أن تلعب دورًا حيويًا لمواجهة البعثات التبشيرية..كما ساعد تواجد البعثات الدينية والتعليمية المصرية فى السودان والصومال ودول إفريقية كثيرة ،مقاومة مصر للغزو الثقافى الفرنسى الذى حاولت فرنسا أن تقدمه مثل دول غربية كثيرة.
عبد الناصر يرفض استمرار سيادة مصر على السودان