أدوات الموضوع

الصورة الرمزية ممدوح ليزر
ممدوح ليزر
:: المشرف العام ::
تاريخ التسجيل: May 2008
الدولة: مصر
المشاركات: 6,468
نشاط [ ممدوح ليزر ]
قوة السمعة:80
قديم 16-04-2012, 10:44 PM المشاركة 1   
افتراضي عبدالناصر وأفريقيا..زعيم قاد قارة Twitter FaceBook Google+



عبدالناصر وأفريقيا..زعيم قاد قارة

إعداد/صبرى غنيم

عضو مركز الدراسات الناصرية
صحيفة الأنوار
كانت القارة الأفريقية قد ظلت لسنوات طويلة ميدانًا واسعًا يعول فيه الاستعمار الأوروبي ويصول..ففي الخامس عشر من نوفمبر 1884 أنعقد أطول وأخطر مؤتمر فى مدينة برلين لتقسيم القارة الأفريقية والتي لم تكن تزيد نسبة المستعمر منها قبل هذا التاريخ عن 01% .. وبعد المؤتمر لم يعد مستقلاً سوى 01% وعليه قد حول هذا المؤتمر إفريقيا إلى مناطق تخضع للدول الأوروبية..وظلت الدول الاستعمارية تحيط القارة بسياج من الفولاذ..وترابط على شواطئها بأساطيلها وقوتها العسكرية حتى تمنع أى فرد أن يدخل القارة البكر إلا إذا كان ينتمى إلى أحدى الدول الاستعمارية..وقد ترك الأستعمار إفريقيا تحيا فى ظلمات الجهل..وتعانى من شغف العيش..وكان ذلك الاستعمار دائم البحث فى الأرض البكر عن مغنم جديد أو معدن نفيس.
ولم تكن الدول الاستعمارية تعطى للإفريقيين فرصة الخروج من قارتهم ليتصلوا بالعالم الخارجى ليتزودوا بالعلم والمعرفة..فقط كانوا يسمحون لهم بالخروج كعبيد يباعون كسلعة ذات ثمن بخش...وبتحولون إلى أرقاء يقضون حياتهم فى خدمة السادة ذوى البشرة البيضاء..
وقد كانت البلاد الإفريقية قد أضاعت استقلالها بإغتصاب الدول الأوروبية لها عن طريق المعاهدات والعدوان والخداع والإهمال الساذج..وكانت هذه المعاهدات وأساليب العدوان والخداع تتم بوحى أقتصادى وكان الحكام المستعمرون فى كثير من الحالات من التجار..فلم تكن الحروب تعنى عند الدول الاوروبية مجرد الفتح..وإنما كانت تعنى على الغالب ضرورة افترضتها حماية التجارة..وهكذا لم تكن الحملات التى شنها البريطانيون مثلاً بدافع التوسع الأقليمى بل بدافع



رحم الله استازنا الجليل المهندس حسن يوسف

التعديل الأخير تم بواسطة : ممدوح ليزر بتاريخ 16-04-2012 الساعة 10:54 PM
اعلانات

الصورة الرمزية ممدوح ليزر
ممدوح ليزر
:: المشرف العام ::
تاريخ التسجيل: May 2008
الدولة: مصر
المشاركات: 6,468
نشاط [ ممدوح ليزر ]
قوة السمعة:80
قديم 16-04-2012, 10:46 PM المشاركة 2   
افتراضي


توسيع نشاطهم التجارى.
ثورة يوليو 1952 ...وافريقيا


تحت هذا العنوان جاءت مقالة د.السعيد البدوى التى نشرت بالاهرام فى 2000/7/22 لتحدد فى إيجاز دور ثورة يوليو 1952 بقيادة جمال عبد الناصر فى مساندة دول إفريقيا الساعية للتحرير..حيث كتب د.السعيد البدوى :" قامت ثورة يوليو 1952 نتيجة للقهر الداخلى الواقع على الشعب المصرى..وأيضًا لتخليص مصر من الأحتلال الاستعمارى البريطانى..وأنطلقت ثورة يوليو تتفاعل مع العالم الخارجى متبنية سياسة عدم الانحياز لأى من القوتين العظميين..الرأسمالية والاشتراكية..واضعة نصب أعينها فى علاقتها الخارجية ثلاث دوائر تتحرك من خلالها وهى :
الدائرة العربية..حيث تيار القومية العربية..والدائرة الإفريقية..حيث الانتماء العضوى بالكيان الأفريقى..والدائرة الإسلامية..حيث العالم الإسلامى المترامى الاطراف.
وفى إطار الدائرة الإفريقية انطلقت ثورة يوليو 1952 لدعم حركات التحرر الإفريقى التى تفجرت بقوة بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية وفقًا للمبادىء والأفكار الجديدة التى اعلنت بعدها..حيث احتضنت زعماء هذه الحركات التحررية وامدتهم بالسلاح والمال والدعم السياسى والدبلوماسى..وكانت الجمعية الإفريقية فى الزمالك بالقاهرة بمثابة حضانة لتفريخ القيادات الإفريقية حيث تعهدت مصر الثورة هذه القيادات بالتوجيه والدعم والصقل حتى نضجت واستطاعت أن تتحمل مسئولية الكفاح السياسى أو القتالى فى ربوع القارة..
وأتت مرحلة الكفاح أكلها حيث كان عام 1960 عام التحرير الإفريقى..إذ حصلت 71 دولة إفريقية على أستقلالها فى هذا العام وحده..وعندما نحلل تيار التحرر فى القارة الإفريقية نجد أنه اتجه من الشمال إلى الجنوب نتيجة لأسباب كثيرة لا شك ان اهمها تأثير الدعم المصرى الثورى لدول الجوار فى الشمال الإفريقى..ومن أمثلة ذلك دعم الثورة المصرية للثورة الجزائرية..وكذلك نضال شعب تونس..وكفاح شعب المغرب إضافة إلى ليبيا والسودان..وامتد الزحف التحررى إل» شرق إفريقيا حيث الصومال وكينيا وأوغندا وتنزانيا..وخصوصًا استقلال الصومال الذى استشهد من أجله المصرى كمال الدين صلاح.
وظل الدعم المصرى يتدفق إلى أعماق القارة فى الغرب والوسط والجنوب مع غانا وغينيا ونيجريا والكونغو ( زائير) وقاومت مصر حركات الإنفصال بعد الإستقلال خصوصًا فى نيجريا ( منطقة بيافرا) حيث البترول..والكونغو ( زائير) حيث توجد ثروات معدنية ضخمة فى كاتنجا...وفى جنوب السودان حيث التوجيه البريطانى لفصله واعتباره دولة تتوجه نحو المحيط الهندى..حيث شرق إفريقيا البريطانية ـ كينيا-أوغندا-تنزانيا)..
وبعد استقلال معظم الدول الأفريقية كان لا بد أن يكون الدعم المصرى لإفريقيا من نوع جديد فأنشى الصندوق الفنى المصرى للتعاون مع الدول الإفريقية حيث كانت المعونة الفنية المتمثلة فى الخبراء والفنيين والأساتذه خصوصًا من الأزهر والأطباء وأساتذة الجامعات والعمالة الفنية..وإقامة السدود وتوليد الكهرباء المائية وغيرها من المشروعات"
وقد كانت حكومة عبد الناصر قد اصرت وبشدة على أن يكون الوجود المصرى فى إفريقيا واضحًا ملموسًا فكان هناك أكثر من 52 مكتباً لثلاث شركات قطاع عام تعمل فى مجال التجارة الخارجية هم : شركة النصر للتصدير والاستيراد ولها النصيب الأكبر، مصر للتجارة الخارجية..ومصر للاستيراد التصدير...وكان لتلك الفروع المصرية دورًا هامًا فى الترويج للمنتجات المصرية..
ولقد كان للدور الفاعل الذى قامت به مصر فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر أثره الفعال فى إعلاء شأن إفريقيا على مستوى المحافل الدولية..الأمر الذى أدى إلى إقرار الأمم المتحدة ليوم محدد يحمل أسم القارة السمراء..حدث ذلك فى سنة 1960 حيث تحدد يوم 52 مايو من كل سنة يومًا لإفريقيا..وذلك بعدما تمكنت أكثر من 51 دولة وقتها من الحصول على إستقلالها والإنضمام إلى المنظمة الدولية مما رفع عددها فى تلك السنة إلى 52 مقعدًا بينما كانت إفريقيا ممثلة فقط بتسع دول مستقله.
وبجانب الدور الفاعل الذى قامت به مصر فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر لمساندة حركات التحرير الإفريقية..ودعم الدول الإفريقية اقتصاديًا وعلميًا..كانت مصر أيضًا قد قاومت كل المحاولات التبشيرية التى قام بها الغرب من خلال الدور الإيجابى الذى لعبه الأزهر الشريف بتوجيهات من الرئيس جمال عبد الناصر شخصيًا حيث كان يتابع هذا الملف من خلال الوزير محمد فائق الذى استطاع خلال فترة وجيزة من تكليفه بهذا الملف أن يساعد مصر وبصورة متقنة فى أن تلعب دورًا حيويًا لمواجهة البعثات التبشيرية..كما ساعد تواجد البعثات الدينية والتعليمية المصرية فى السودان والصومال ودول إفريقية كثيرة ،مقاومة مصر للغزو الثقافى الفرنسى الذى حاولت فرنسا أن تقدمه مثل دول غربية كثيرة.
عبد الناصر يرفض استمرار سيادة مصر على السودان



رحم الله استازنا الجليل المهندس حسن يوسف
اعلانات اضافية ( قم بتسجيل الدخول لاخفائها )
  

الصورة الرمزية ممدوح ليزر
ممدوح ليزر
:: المشرف العام ::
تاريخ التسجيل: May 2008
الدولة: مصر
المشاركات: 6,468
نشاط [ ممدوح ليزر ]
قوة السمعة:80
قديم 16-04-2012, 10:47 PM المشاركة 3   
افتراضي


كانت بريطانيا بعد احتلالها لمصر فى 1882 قد ابرمت مع مصر "إتفاقية السودان" فى عام 1899 ...والتى تعد إتفاقية " احتلال مشترك" بين مصر وبريطانيا للسوادن..وبمقتضى هذه الإتفاقية حققت بريطانيا لنفسها السلطة الواسعة فى السودان من خلال الحاكم العام البريطانى الذى تقرر تعيينه بناء على هذه الاتفاقية..ومن يوم إبرام تلك الإتفاقية عملت بريطانيا على إزاحة النفوذ المصرى من السودان..وإحلال النفوذ البريطانى مكانه وكان من ضمن مخططات بريطانيا أن عملت على صبغ السودان بالصبغة البريطانية فى النواحى الإدارية والتشريعية مما جعل مشاركة مصر لبريطانيا فى حكم السودان..هى مجرد شراكة شكلية وليس أكثر..
وجاءت ثورة 32 يوليو واصبحت قضية السودان من القضايا الشائكة والمعقدة التى طرحت نفسها بشدة أمام عبد الناصر..مما دعا عبد الناصر لوضع قضية السودان فى قائمة اهتماماته بجانب اهتمامه بقضية جلاء الإنجليز عن أرض مصر...
فقد كانت العلاقة المصرية السودانية قبل ثورة 1952 علاقة عائمة..مشوهة..وغير محددة..البعض كان يصر على التمسك بالسودان تحت ذريعة أن مصر والسودان بلدان متحدان تحت التاج المصرى..وكان هذا كلامًا غير منطقى..فقد رحل الملك فاروق..ملك مصر والسودان..وسقط التاج المزعوم..والبعض كان يتمسك بالسودان من باب أنها علاقة "ملكية"..مصر تمتلك السودان..وبمعنى ادق هى علاقة احتلال مصرى للسودان..بدأت منذ دخول المصريين للسودان فى عهد محمد على 1820 وهذا مبدأ مرفوض لدى عبد الناصر الذى كان يعد نفسه للمطالبة بجلاء الإنجليز عن مصر..وإنهاء حالة الاحتلال البريطانى لمصر..فليس من المعقول أن تتمسك مصر بالاحتلال المصرى للسودان،،وفى نفس الوقت ترفض الاحتلال البريطانى لمصر..حالة من التناقض الواضح..كما رأى عبد الناصر أن تمسك مصر بالسودان لسوف يقول بتفسيرات تشوه صورة الثورة المصرية التى قامت على مبدأ الاستقلال والحرية..وخاصة أن بريطانيا ستستغل هذا الموقف وتروج بأن مصر تريد ممارسة دور المستعمر فى السودان..كما روجت فى الماضى.
لهذا قرر عبد الناصر تمكين السودان من ممارسة الحكم الذاتى..إلى أن تتم تهيئة الجو المحايد تمهيدًا لإجراء السودانيين حق تقرير المصير..وأرسلت مصر مذكرة بهذا المعنى للإدارة البريطانية..تتضمن عدم تمسك حكومة الثورة بوحدة السودان مع مصر..ومطالبة مصر بأن يكون للسودان حق تقرير مصيره بحرية تامة تحت إشراف دولى..وللسودان بملء حريته أن يختار الاستقلال التام أوالاستقلال والاتحاد مع مصر..
ووضعت مصر بهذا الموقف إنجترا فى موقف حرج..حين أبطلت أقاويلها التى كانت ترددها حول مطامع مصر فى السودان..واضطرت بريطانيا للجلوس على مائدة المفاوضات مع مصر للاتفاق بخصوص السودان..
وتكون الوفد المصرى لمفاوضات السودان برئاسة محمد نجيب ..والوفد البريطانى برئاسة السفير البريطانى رالف ستيفنسون..
وبدأت المفاوضات المصرية البريطانية يوم 22 أكتوبر 1952 فى مقر مجلس الوزراء المصرى..وقد بدأ السفير البريطانى حديثه موضحًا تمسك بريطانيا باتفاقية الحكم الثنائى لمصر وإنجلترا فى السودان التى أبرمت فى عام 1899 وحث على ضرورة تعاون مصر وبريطانيا معًا فى إطار هذه الاتفاقية " المشئومة"..وكان السفير ستيفنسون يحاول إغراء الوفد المصرى بضرورة أن يظل لمصر دور فى السودان.
وجاءت المفاجأة لستيفنسون حينما جاء الرد المصرى على كلامه :" إن هدف مصر هو تحرير السودان من أى نفوذ أجنبى..وسواء اتحد السودان مع مصر أو أنفصل..فإن مآلنا واحد ومصيرنا لبعضنا..وفى كل الأحوال فإن مصر تطالب للسودانيين بحقهم فى تقرير مصيرهم..فإذا قرروا بعد ذلك الوحدة مع مصر فمرحبًا..وإذا قرروا الاستقلال فهذا حقهم".
وتوالت الجلسات بين الوفدين..واستطاعت مصر أن تجمع كل الأحزاب السودانية على مختلف اتجاهاتها فى حزب واحد..هو"الحزب السودانى الاتحادى" برئاسة إسماعيل الأزهرى الذى طالب بحق تقرير المصير مطلب سودانى..وحاولت بريطانيا زعزعة توحد السودانيين..فاتجهت إلى جنوب السودان الذى كان مواليًا لها كى تحث الجنوبيين على المطالبة بالإنفصال عن شمال السودان.
وعلى الفور ردت مصر على هذا التصرف البريطانى الأحمق ..بأن أرسلت بعثة إلى جنوب السودان برئاسة صلاح سالم..الذى تمكن من إقناع الحنوبيين بالمطالبة بحق تقرير المصير للسودان كله..شمالاً وجنوبًا..وبهذا تخلى الجنوبيين عن احتياجهم للإنجليز بعدما وفق صلاح سالم بينهم وبين الشماليين..وجن جنون ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا بعدما استطاعت مصر تعرية وجه بريطانيا أمام السودانيين وأمام العالم كله..ولم تستطع بريطانيا بعد ذلك غير أن ترضخ للإرادة المصرية وتوقع على الاتفاق الذى يمنح السودانيين حق تقرير مصيرهم..وبالفعل تم فى 21 فبراير 1953 توقيع الاتفاقية المصرية البريطانية بشأن السودان..



رحم الله استازنا الجليل المهندس حسن يوسف

الصورة الرمزية ممدوح ليزر
ممدوح ليزر
:: المشرف العام ::
تاريخ التسجيل: May 2008
الدولة: مصر
المشاركات: 6,468
نشاط [ ممدوح ليزر ]
قوة السمعة:80
قديم 16-04-2012, 10:48 PM المشاركة 4   
افتراضي


واختارت السودان الاستقلال التام عن مصر وبريطانيا معًا..ورحبت مصر باختيار السودان ولكن هناك فى مصر بعض الأصوات التى أبدت عدم رضاها عن موقف الثورة تجاه السودان متهمة الثورة بالتفريط فى السودان..وهى أصوات بعض الساسة القدماء الذين كانوا ينتمون للاتجاه الذى كان يتمسك بحق السيادة المصرية على السودان..وهم أبناء مدرسة نشأت مع العصر

الإمبريالى..وانتهت بعد الحرب العالمية الثانية..وقيام منظمة الأمم المتحدة التى قررت حق تقرير المصير لكل الشعوب.
وقد كان ضمن الأصوات المعارضة لاتفاقية السودان اللواء محمد نجيب رغم أنه هو الذى تفاوض باسم مصر فى هذه الاتفاقية..لكنه أعلن (فيما بعد) أنه اضطر للموافقة على منح السودان حرية الاختيار فى الانفصال أو التوحد مع مصر تحت ضغط من عبد الناصر والضباط الأحرار..وقد نسى هؤلاء المعارضون أن قرار عبدالناصر الحاسم بفض السيادة المصرية على السودان لم يكن قرارًا جديدًا...بل كان قرارًا قد سبق التمهيد له قبل قيام الثورة المصرية فى عام 1952 ..فعندما ألغت الحكومة فى أكتوبر 1951 معاهدة 1936 .صدر القانون رقم 176 لسنه 1951 الذى ينص على تعديل الدستور المصرى الصادر فى 1923 .وقد نص هذا التعديل على :"تجرى أحكام هذا الدستور على المملكة المصرية جميعها..ومع أن مصر والسودان وطن واحد..يقرر نظام الحكم فى السودان قانونًا خاصًا".
ثم صدر القانون المصرى رقم 177 لسنة 1951 ونص على :" يكون للسودان دستور خاص تعده جمعية تأسيسية تمثل أهالى السودان وينفذ بعد أ يصدق عليه الملك ويصدره..وكذلك تتولى الجمعية التأسيسية إعداد قانون إنتخاب يعمل به فى السودان بعد التصديق عليه وإصداره".
وقد حدث فيما بعد أن قرر البرلمان السودانى فى 19 ديسمبر 1955 إستقلال السودان وإعلان الحكم الجمهورى..وفى يناير 1956 انضم السودان لعضوية هيئة الأمم المتحدة..
عبد الناصر ومعالجة أزمات المياه
"كانت ومازالت المياه تمثل أزمة حادة فى كل المنطقة العربية..".
وقد تصادف أنه فى الوقت الذى كانت فيه دولة الوحدة "الجمهورية العربية المتحدة" تمر بأزمة تمرد البعثيين فى سوريا..كان هناك تمرد آخر قد بدأ يحدث لدى الدول الأفريقية المشاطئة لحوض نهر النيل..وبدأ نوع من التوتر يخيم على العلاقات المصرية السودانية فقد كانت مياه نهر النيل تمثل منذ القدم قضية جوهرية حساسة فى العلاقات المصرية السودانية لهذا كانت محاولة الحصول على قدر أكبر من المياه سببًا دائمًا فى إثارة الخلافات بين مصر والسودان وقد عملت بريطانيا فى الماضى منذ احتلالها لمصر فى عام 1882 على تأجيج تلك الخلافات بين البلدين..حتى تمكنت مصر والسودان من تجاوز أزمات المياه حينما تمكنتا من عقد أول اتفاق بينهما بشأن مياه النيل فى عام 1929 ..وكان اتفاقًا سهلا ويسيرًا وخاليًا من التعقيدات التى أرادتها بريطانيا حينذاك..لكن عندما اقتربت السودان بعد ذلك من تحقيق استقلالها فى 1956 عادت الخلافات لتطفو على السطح من جديد بين مصر والسودان بسبب ازدياد حاجة كل منهما لمزيد من المياه..كما أنه بعد إعلان السودان استقلالها فى أول يناير 1956 قد توالى إعلان إستقلال الدول الإفريقية المشتركة فى حوض النيل..وترتب على هذا تغيير فى البيئة الدولية والإقليمية فى حوض النيل..فقد انتهت الوحدة السياسية التى كانت مفروضة بحكم سيطرة الاستعمار بشأن تنظيم تدفق وإستخدام مياه نهر النيل..وأبلغت تلك الدول مصر بعدم اعترافها وعدم التزامها بما سبق عقده من اتفاقيات ثنائية بشأن النيل..وكان رد مصر صريحًا وحاسمًا..فقد أعلنت مصر بأن ما سبق من اتفاقيات ( اتفاقية 1929) بشأن مياه النيل هى اتفاقيات سارية وقانونية وملزمة إلى أن تتفق الدول المشاطئة للحوض على اتفاقيات أخرى جديدة تحل محل القديمة..
وأخيرًا تمكنت مصر والسودان من فض الخلاف بينهما..وذلك بتوقيع اتفاقية جديدة تم إبرامها فى 8 نوفمبر 1959 عرفت باسم " اتفاقية الانتفاع الكامل لمياه النيل"..وبموجب نصوص اتفاقية 1959 تم إنشاء " اللجنة الفنية الدائمة" تلك اللجنة الثنائية المشتركة بين مصر والسودان..وقد منحت تلك اللجنة اختصاصات التعامل مع الأطراف الأخرى من دول نهر النيل..ومن اختصاصات هذه اللجنة أيضًا دراسة مطالب الدول الأخرى فى حوض النيل وإتخاذ موقف ورأى بشأنها..ومن ثم تتخذ الحكومات المصرية والسودانية موقفًا ورأيًا موحدًا..وقد حققت اللجنة الفنية الدائمة إنجازات ضخمة فى ميادين دراسة موضوعات المياه..وهى التى أعادت دراسة وزارة الأشغال المصرية منذ سنوات الثلاثينات والأربعينات فى القرن العشرين..
وبعدما أبرمت بين مصر والسودان اتفاقية المياه الجديدة فى نوفمبر 1959 أعلنت إثيوبيا عن احتجاجها على عقد تلك الاتفاقية بين طرفين اثنين (مصر والسودان)..وأعلنت أنه يجب الاتفاق بين ثلاثة أطراف وتخصيص حصص المياه للأطراف المصرية والسودانية والإثيوبية.. ..وبهذا طالبت إثيوبيا بإلغاء أو تعديل اتفاقية 1959 كشرط لبدء التفاوض السياسى حول مياه النيل..
وجاء رد مصر حاسمًا على الاحتجاجات الإثيوبية..فقد أعلنت مصر أن إستراتيجيتها ثابتة بشأن مياه النيل..وأنها تقوم أساسًا تلك الإستراتيجية على عدم المساس بحق مصر فى المياه وحصتها المقررة عام 1959 ..وأيضًا على حق مصر فى الحصول على مزيد من المياه مع الإيمان المصرى بأحقية كل دولة من دول حوض النيل فى إستخدام حصتها بشرط عدم المساس بحصة مصر..(5،55 مليار متر مكعب).
والحقيقة أن موقف إثيوبيا المعارض يعود مبعثه الأصلى إلى التراكم التاريخى الإثيوبى الطويل والمعقد الذى تولد عنه مخاوف التطويق والتفكيك للبناء الإمبراطورى الإثيوبى منذ قيام مملكة الحبشة ثم تحولها إلى إمبراطورية..فقد عاشت الإمبراطورية الحبشية فى الماضى فى حالة صراع مسلح دائم مع شعوب وقبائل الجوار ..لأنها توسعت على حساب جماعات بشرية تختلف معها فى الجذور واللغة والدين..وخلال التاريخ السابق حدث صراع عسكرى مع الإمبراطورية المصرية فى عهد الخديوى إسماعيل ومع السودان فى عهد دولة المهدية ومع شعوب العفر والصومال فى عهد الإمام أحمد بن إبراهيم ( أحمد جران) ولهذا ترسخ فى تصور الحبشة أنها جزيرة مسيحية فى وسط بحر من الشعوب الإسلامية..وقامت علاقاتها الخارجية على أساس المفهوم الصراعى وميزان القوة العسكرية ..ولكن حدث فى الربع الأخير من القرن التاسع عشر عملية تصفية الإمبراطورية الحبشية وتقاسمت المنطقة كل من بريطانيا وإيطاليا وفرنسا..



رحم الله استازنا الجليل المهندس حسن يوسف

الصورة الرمزية ممدوح ليزر
ممدوح ليزر
:: المشرف العام ::
تاريخ التسجيل: May 2008
الدولة: مصر
المشاركات: 6,468
نشاط [ ممدوح ليزر ]
قوة السمعة:80
قديم 16-04-2012, 10:49 PM المشاركة 5   
افتراضي


وعلى الرغم من التنافس الاستعمارى إلا أن الدول الثلاث اتفقت على تقسيم أراضى الحبشة فى إتفاقيات معروفة..ولم يتم التقسيم وانفردت إيطاليا بغزو الحبشة انطلاقًا من مستعمرتها الإرترية قبل الحرب العالمية الثانية..وأدت هذه الفترة الإستعمارية إلى ترشيح مخاوف التقسيم والتفكيك إضافة إلى مخاوف التطويق فى تصورات الأمن القومى الإثيوبى وهذا هو حذر الموروث القديم.
وكان عبد الناصر مدركًا لطبيعة وجذور المخاوف والهواجس الإثيوبية..لهذا عملت السياسة المصرية على تدعيم وجود الدولة الإثيوبية..ورأتها ركيزة أساسية فى حفظ الأمن والسلام فى المنطقة..وكان عبد الناصر يؤمن بمفهوم التعاون وإستخدام الأساليب السياسية لحل المشكلات ومواجهة التعقيدات السياسية وبناء سلام إقليمى تعاقدى فى منطقة نهر النيل والقرن الإفريقى.
أزمة الكونجو :..
كانت مصر هى الدولة الرائدة فى محاربة الاستعمار ومساندة حركات التحرر الأفريقى..حتى قبل قيام المنظمة الأفريقية..وكانت الكونجو واحدة من الدول الأفريقية التى ساندتها مصر من أجل الحصول على استقلالها.
وللكونجو هذه قصة قديمة..حيث يرجع تاريخها إلى عهد الملك ليوبولد ملك بلجيكا حينما دعا دول أوروبا لعقد مؤتمر دولى من أجل تقسيم أفريقيا فيما بينهم..وانعقد المؤتمر المشئوم فى برلين من 15 نوفمبر 1884 حتى 26 فبراير 1885 بحضور 41 دولة بالإضافة إلى أمريكا..ولم تكن بين المؤتمرين دولة واحدة أفريقية..!!وبعد هذا المؤتمر فى خلال 20 عامًا كان قد تم استعمار 09% من أراضى ودول أفريقيا..وكانت الكونجو من نصيب بلجيكا صاحبة دعوة المؤتمر المشئوم.
وما أن ظهرالمناضل باتريس لومومبا فى الكونجو حتى كانت مصر بجواره..ذلك المناضل رئيس حزب الحركة الوطنية الكونجولية قد قاد الكفاح ضد المستعمر البلجيكى حتى تمكن حزبه من الفوز بالانتخابات التى جرت فى آخر مايو 1960 مما مكن حزب لومومبا من تشكيل الحكومة الوطنية..التى بدورها أجبرت بلجيكا على إعلان استقلال الكونجو فى 03 يونيو 1960 ..لكن الاستعمار والإمبريالية العالمية لم يرضوا بفقدان كل الكونجو ..مرة واحدة..فتعاونوا مع العميل تشومبى الموالى للاستعمار ومكنوه من إعلان إنفصال إقليم "كاتنجا" الغنى بمناجم الماس عن الكونجو فى 11 يوليو 1960 .. فطلب الرئيس الكونجولى كازافوبو ورئيس وزرائه لومومبا تدخل الأمم المتحدة للتصدى لمؤامرة الإنفصال ..فقرر مجلس الأمن إرسال قوات حفظ سلام للكونجو فتصدى لها تشومبى ومنعها من الأنتشار فى إقليم كاتانجا..ورضخ وربما تواطأ همرشولد سكرتير عام الأمم المتحدة لمطالب تشومبى..كما أرسلت المخابرات الأمريكية لمندوبها فى الكونجو تخبره برغبتها فى التخلص من المناضل لومومبا..وبلجيكا من ناحيتها وضعت الخطة "باراكودا" لتصفية لومومبا.واصدرت نيويورك أوامر صريحه للقوات الدولية بعدم توفبر أى حماية لباتريس لومومبا.وتم بالفعل اختطاف لومومبا ونقله هو ورفاقه إلى " إليزابيث فيل" لومومباش الآن..وأعدمت هؤلاء الرفاق فى 71 يناير 1961 على مرأى ومسمع رجال الأمم المتحدة..وكانت مصر ولأول مرة تشترك فى قوات حفظ السلام الدولى وقد أرسلت كتيبة للكونجو بقيادة سعد الدين الشاذلى..لكن الكتيبة المصرية رفضت المشاركة فى المؤامرة على تثبيت إنفصال كاتانجا والتصدى لباتريس لومومبا...فكانت صفحة بيضاء فى موقف قوات مصر في الكونجو..وكان فيما بعد واقعة اغتيال لومومبا فى عام 1961 ..ذلك العمل المشين الذى تواطأت فيه الأمم المتحدة مع الإمبريالية العالمية..مما دعا مصر للمطالبة بطرد همرشولد بالاستقالة من المنظمة العالمية التى من المفترض أنها منظمة من أجل العدل والحق..والغريب أن همرشولد هذا مات ومنح فيما بعد جائزة نوبل ..فأصبح هو المتوفى الوحيد الذى تم منحه جائزة نوبل وهو متوفى..فى حين أن الجائزة السنوية هذه توزع على 6 تخصصات ولا تمنح إلا للأحياء..مما يشكك فى نزاهة لجان تخصيص جائزة نوبل..!!
ولم تنته المواقف بين مصر والكونجو بوفاة لومومبا..بل أصدر عبد الناصر قرارًا بأستضافة السيدة بولين زوجة لومومبا وأسرتها للإقامة فى ضيافة مصر تقديرًا لدور المناضل باتريس لومومبا.
ومرت الأيام وجاءت إدارة الرئيس الأمريكى ليندون جونسون التى اشتهرت بحماقاتها..فإن جونسون لم يكتف بتورطه فى فيتنام..بل أقدم على حماقة فى الكونجو حينما قدم الطائرات الأمريكية لتنقل قوات المظلات البلجيكية لتغزو مدينة " ستانلى فيل" التى ضمت بقايا ثوار الحكومة الوطنية فى الكونجو ..وارتكبت القوات البلجيكية المذابح البشعة بمساعدة أمريكا وبالتعاون مع قوات العميل تشومبى..بهدف إتمام فصل كاتانجا عن الكونجو .. فقامت مظاهرات فى عدد من دول أفريقيا تستنكر تلك المذابح ..كانت أهمها مظاهرة الطلبة الكونجوليين بالقاهرة فى يوم 27 نوفمبر 1964 حيث توجه هؤلاء الطلبة إلى مبنى السفارة الأمريكية بالقاهرة وأشعلوا به النيران من عدة جهات من خلال إلقائهم لكرات نار مشتعلة داخل السفارة..وظنت أمريكا أن لمصر دخلاً فى قيام تلك المظاهرة بحجة..أنه كيف لم تتمكن الشرطة المصرية من وقف المظاهرة ومنعها من الوصول إلى مبنى السفارة الأمريكية..والحقيقة أن مصر لم يكن لها أى دخل فيما حدث..لكن لأن الهجوم حدث على سفارة داخل أرض مصر..فإن عبد الناصر طلب من وزير خارجيته محمود فوزى تقديم اعتذار رسمى للحكومة الأمريكية..واستعداد مصر لدفع التعويضات المناسبة لخسائر السفارة..إلا أن تصرف عبد الناصر لم يمنع نشوب واحدة من الأزمات الأمريكية مع مصر..وخاصة أن مصر ساندت ثوار الكونجو منذ البداية..
الميثاق وإفريقيا
كان مشروع"الميثاق" الوطنى الذى قدمه الرئيس جمال عبد الناصر فى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطنى للقوى الشعبية مساء12 مايو 1962 قد تناول ذكر إفريقيا فى أكثر من موضع ضمن أبوابه العشرة..
الباب الأول :
" إن إصداء النصر الذى حققه الشعب العربى فى مصر لم تقتصر على آفاق المنطقة العربية وإنما كانت للتجربة الجديدة الرائدة آثارها البعيدة على حركة التحرير فى إفريقيا وفى آسيا وفى أمريكا اللاتينية"
#



رحم الله استازنا الجليل المهندس حسن يوسف

الصورة الرمزية ممدوح ليزر
ممدوح ليزر
:: المشرف العام ::
تاريخ التسجيل: May 2008
الدولة: مصر
المشاركات: 6,468
نشاط [ ممدوح ليزر ]
قوة السمعة:80
قديم 16-04-2012, 10:51 PM المشاركة 6   
افتراضي


الباب الثالث :
" إذا كان هنا شبه إجماع على أن محمد على هو مؤسس الدولة الحديثة فى مصر..فإن المأساة فى هذا العهد هى أن محمد على لم يؤمن بالحركة الشعبية التى مهدت لحكم مصر إلا بوصفها نقطة وثوب إلى مطامعه..ولقد ساق مصر وراءه إلى مغامرات عقيمة استهدفت مصالح الفرد متجاهلة مصالح الشعب"
وكان ميثاق فى ذكر مطامع ومغامرات محمد على يقصد مغامرات محمد على العسكرية وضمنها احتلاله للسودان ومحاولات التغلغل داخل إفريقيا.
الباب العاشر :
قد تعددت فى هذا الباب العاشر والأخير والذى حمل اسم " السياسة الخارجية"الفقرات التى خصت أفريقيا بالتحديد..وهى :
"أن إصرار شعبنا على تصفية العدوان الإسرائيلى على جزء من الوطن الفلسطينى..هو تصميم على تصفية جيب من أخطر جيوب المقاومة الاستعمارية ضد نضال الشعوب..وليس تعقب سياستنا للتسلل الإسرائيلى فى إفريقيا غير محاولة لحصر إنتشار سرطان استعمارى استعمارى مدمر"
" إن إصرار شعبنا على مقاومة التميز العنصرى هو إدارك سليم للمغزى الحقيقى لسياسة التمييز العنصرى..إن الإستعمار فى واقع أمره هو سيطرة تتعرض لها الشعوب من الأجنبى بقصد تمكينه من استغلال ثرواتها وجهدها..وليس التمييز العنصرى إلا لونًا من ألوان إستغلال ثروات الشعوب وجهدها..فإن التمييز بين الناس على اساس اللون هو تمهيد للتفرقة بين قيمة جهودهم..إن الرق كان الصورة الأولى من صور الأستعمار..والذين مازالوا يباشرون اساليبه يرتكبون جريمة لا يقتصر أثرها على ضحاياهم وإنما يلحقون الأذى بالضمير الإنسانى كله وبما احرزه من إنتصارات"
" إن شعبنا الذى ساهم بكل إخلاص فى أعمال مؤتمر باندونج " إبريل1955" وإنجاحه والذى شارك فى أعمال الأمم المتحدة وحاول عن طريق هذه الاداة الدولية العظيمة دفع الخطر عن السلام اثبت شجاعة فى الإيمان بالسلام ..لقد تكلم من باندونج مع غيره من دول آسيا وإفريقيا نفس اللغة التى تكلم بها أمام الكبار الأقوياء فى الامم المتحدة"
"إذا كان شعبنا يؤمن بوحدة عربية فهو يؤمن بجامعة إفريقية ويؤمن بتضامن آسيوى إفريقى"
" إن شعبنا يعيش على الباب الشمالى الشرقى لإفريقيا المناضلة وهو لا يستطيع أن يعيش فى عزله عن تطورها السياسى والاجتماعى والاقتصادى"
" إن شعبنا ينتمى إلى القارتين ( إفريقيا وآسيا) اللتين تدور فيهما الآن أعظم معارك التحرير الوطنى وهو أبرز سمات القرن العشرين"
ولم تكن الفقرات التى وردت فى الميثاق حول إفريقيا بعيدة عن أرض الواقع إنما كانت جميعها لها تطبيقاتها المدنية فعندما تحدث الميثاق عن حركات التحرير الإفريقية كانت مصر قد سبق وعملت على مساندة كل حركات التحرير الإفريقية....كما فتحت مصر أبوابها لتدريب رجال حركات التحرر الإفريقى عسكريًا وهو ما تم بالنسبة لحركات التحرر فى روديسيا وانجولا وموزمبيق..كما فتحت مصر أبوابها أيضًا للاجئين من الزعماء السياسين الإفريقين مثل قادة الكاميرون والصومال وغينيا ومالى..كما لعب الإعلام المصرى دورًا كبيرًا مؤثرًا فى مساندة حركات التحرر فى إفريقيا..حتى إن الإذاعات المصرية قامت بتوجيه العديد من برامجها باللغات الإفريقية لدعم الحركات التحررية..واصبحت القاهرة أول عاصمة فى العالم يتجمع فيها عدد هائل من ممثلى حركات التحرر الإفريقية..وكانت بعض هذه المكاتب تمثل تنظيمات سياسية معترف بها فى بلادها مثل كينيا..وقد اصبحت القاهرة تمثل النافذة التى يطل منها الإفارقة إلى العالم الخارجى ليعلنوا عن قضاياهم..
وعن التفرقة العنصرية..كان عبد الناصر قد قال عنها فى إحدى خطبه" فى حمى الاستعمار وفى القارة الإفريقية بالذات أزدادت سياسة التفرقة العنصرية إمعانًا فى إستغلال الإنسان للإنسان..والواقع إن منطق التمييز العنصرى هو ذاته منطق الإستعمار فليست التفرقة بين البشر فى اللون إلا مقدمة للتفرقة بينهم فى الحقوق"..
وكان عبد الناصر فى كل المؤتمرات والمحافل الدولية قد ندد بشدة بسياسات التمييز العنصرى وخاصة تلك السياسة التى تمارسها حكومة جنوب إفريقيا..وقد كانت مصر قد قطعت علاقاتها مع دولة جنوب إفريقيا فى 1 مايو 1961 بسب ممارستها العنصرية..وكان الزعيم الجنوب إفريقى نيلسون مانديلا قد زار القاهرة والتقى جمال عبد الناصر قبل أن يتم القبض عليه فى أغسطس 1962 .
وعن التسلل الإسرائيلى فى إفريقيا..كان عبد الناصر قد فضح الدور الذى تلعبه إسرائيل فى بعض من الدول الإفريقية لحساب دول كبرى لها أغراضها فى النيل من خيرات القارة السوداء..وكانت إسرائيل تعمل فى إفريقيا على إلغاء قضية فلسطين من اهتمامات الأفارقة مستندة على أن فلسطين ليست فى إفريقيا..ولكن عبد الناصر تمكن من طرح القضية الفلسطينية فى كل المؤتمرات الإفريقية..واستطاع أن يضع فلسطين فى قلب غالبية الأفارقة وعندما جاءت حرب يونيو 1967 كانت غالبية الدول الإفريقية قد قطعت علاقاتها مع إسرائيل ووقفت جميعها وراء عبد الناصر..وحتى مؤتمر القمة العربى الذى انعقد بعد حرب 1967 ..اختار له عبد الناصر أن ينعقد فى الخرطوم عاصمة السودان باعتبار ان السودان دولة عربية إفريقية..فكان لهذا الاختيار مغزاه ودلالاته..هذا وكان عبد الناصر قد سبق وألتقى فى القاهرة ببطل الملاكمه العالمى الأسود محمد على كلاى...فكان لهذا اللقاء رمزيته التى تعنى مؤزارة عبد الناصر لكلاى الذى كان يعانى من التفرقة العنصرية فى أمريكا آنذاك.
قيام منظمة الوحدة الإفريقية
كانت جهود عبد الناصر قد تواصلت مند قيام الثورة فى يوليو 1952 من أجل تحرير إفريقيا..وتوحيد كلمتها حتى تحقق أكبر إنجاز إفريقى فى يوم 25 مايو 1963 يوم صدور ميثاق"منظمة الوحدة الإفريقية".
وقد تحدثت جريدة الأهرام بقلم طارق الشيخ عن ذكرى هذا الحدث الإفريقى الكبير...فقالت " لتكن جامعة إفريقية..لتكن إجتماعات دورية لكل رؤساء دول إفريقيا وممثليها..ليكن أى شىء..أمر واحد لا تريده الجمهورية العربية المتحدة، هو أن نخرج من هنا بألفاظ حماسية أو بوجهات تنظيمية شكلية..ففى هذه الحالة نخدع أنفسنا ولا نخدع غيرنا..وفى هذه الحالة نسىء إلى إفريقيا وإلى السلام..بل وفى هذه الحالة نكون قد ضيعنا ما نملكه بالفعل وهو رؤية مشاكلنا واجتماع إرادتنا"..( جمال عبد الناصر-أديس أبابا-مايو 1963) جاءت تلك الكلمات التى يعتريها قدر من القلق على مستقبل القارة معبرة عن الساعات واللحظات الحاسمة التى سبقت إعلان ميلاد " منظمة الوحدة الإفريقية aou" فى مؤتمر قمة أديس أبابا فى مايو 1963 وهو اليوم الخالد الذى عبرت خلاله القارة رسميا بوابة الحرية والكرامة.
ولم تكن منظمة الوحدة الإفريقية وليدة مؤتمر واحد..بل كانت نتاجًا لجهد وفكر وإعداد استمر لسنوات طويلة وحتى اللحظات الأخيرة التى سبقت التوقيع على الميثاق ويمكن ذكر بعض المؤتمرات التى كانت بمثابة المحطات الرئيسية التى مرت بها المنظمة إلى أن تم تأسيسها فى مايو 1963 ..تلك المحطات هى :
ü مؤتمر أكرا للشعوب الإفريقية 1958 وحضرته الـ 8 دول الأفريقية المستقلة فى ذلك الوقت ورفعت فيه شعارت مثل : ليس لدينا ما نفقده سوى أغلالنا".
ü مؤتمر الشعوب الإفريقية الثانى فى تونس عام 1960 الذى دعا إلى الوحدة الإفريقية.
ü مؤتمر أقطاب إفريقيا فى الدار البيضاء 1961 وصدر من خلاله ميثاق الدار البيضاء.
üمؤتمر منروفيا فى مايو 1961 لم تشترك فيه دول ميثاق الدار البيضاء ( بداية الإنقسام الإفريقى حول شكل وحدة القارة).
ü مؤتمر الشعوب الإفريقية الثالث بالقاهرة 1962 .
ü مؤتمر لاجوس فى يناير 1962 وحاول التقريب بين وجهات نظر مؤيدى ميثاق الدار البيضاء ومؤيدى ميثاق منروفيا.
وشهد مايو 1963 إنعقاد مؤتمر للدول الإفريقية المستقلة بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا الذى شمل مرحلتين :
الأولى : اجتماع تمهيدى لوزراء خارجية الدول الإفريقية.
الثانية :مؤتمر رؤساء الدول والحكومات وشاركت فيه 03 دولة إفريقية مستقلة..وبقدر ما كان الجو حارًا فى هذا الوقت من العام..كانت جلسات المؤتمر أشد حرارة..بل إنها وصلات إلى حد الأشتعال فى بعض الأحيان..وكادت القمة تفشل أكثر من مرة إلا إن حكمة بعض الزعماء الأفارقة وحسم البعض الآخر وعلى رأسهم وفد مصر بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر..كان لها أثر فى إنجاح هذا المؤتمر التاريخى..



رحم الله استازنا الجليل المهندس حسن يوسف

الصورة الرمزية ممدوح ليزر
ممدوح ليزر
:: المشرف العام ::
تاريخ التسجيل: May 2008
الدولة: مصر
المشاركات: 6,468
نشاط [ ممدوح ليزر ]
قوة السمعة:80
قديم 16-04-2012, 10:53 PM المشاركة 7   
افتراضي


كان الشكل المستقبلى للمنظمة هو إحدى نقاط الخلاف الرئيسة بين الحضور وكادت أن تطيح بالقمة أثناء انعقادها أكثر من مرة..كانت أبرز وجهات النظر التى طرحت فى هذا الشأن هى وجهة نظر نكروما الذى طرح مشروعًا لإنشاء إتحاد فيدرالى بين كل دول القارة لا يترتب عليه بالضرورة التضحية بالسيادة الوطنية..كما تقدمت إثيوبيا بمشروع ميثاق جديد يضمن السير فى خطوات تدريجية نحو الوحدة والتعاون فى شتى المجالات وإنشاء مجلس رؤساء الدول والحكومات وسكرتارية دائمة وفى آخر الأمر انصرفت آراء غالبية الزعماء المشاركين إلى إقتراح بإنشاء منظمة قارية تحتفظ كل دولة فى ظلها بسيادتها كاملة..وكان الرأى الأخير هو الأقرب إلى ما جاء بالميثاق الذى تم التوقيع عليه يوم 52 مايو 1963 وقد وقعت عليه كدول مؤسسة 03 دولة..
وتكون الميثاق من ديباجة و32 مادة..حيث حددت المادة الثانية أهداف المنظمة وهى :
(تطوير الوحدة الإفريقية وتضامن دولها - التنسيق وبذل المزيد من الجهود من أجل توفير حياة أفضل للشعوب الإفريقية-الدفاع عن السيادة ووحدة الأراضى واستقلال الدول الإفريقية - محاربة جميع أشكال الاستعمار فى القارة - تدعيم التعاون الدولى بما يتمشى مع ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمى لحقوق الإنسان..ويكون تنفيذ الأهداف السابقة من خلال تعاون سياسى دبلوماسى أقتصادى تعليمى وثقافى وغذائى وصحى وعلمى وفنى)..
كما نصت المادة الثالثة من الميثاق على مبادىء المنظمة وهى :
( مبدأ المساواة فى السيادة بين الدول الأعضاء-مبدأ عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول الأعضاء-مبدأ احترام سيادة كل دولة وسلامة أراضيها وحقها الأكيد فى الحياة فى ظل الاستقلال-مبدأ فض المنازعات بالطرق السليمة من خلال التفاوض والوساطة والتوفيق والتحكيم -مبدأ النبذ الكامل للإغتيالات السياسية وجميع الأعمال التخريبية التى تقوم بها دول مجاروة أو أية دولة أخرى).
مؤتمر الأفارقة الثانى..وتحديد المسارات :
أجمعت كل الدول الإفريقية تقديرًا للدور الذى بذلته مصر من أجل قيام منظمة الوحدة الأفريقية على عقد المؤتمر الثانى للمنظمة بالقاهرة..واستضافت مصر هذا المؤتمر الذى عقد فى 81 يوليو 1964 ..
وجاء اليوم الأول للمؤتمر حافلاً بالأشجان والآلام والمآسى الأفريقية التى عانت منها إفريقيا وما زالت تعان..مابين احتكار شركات الغرب لكل مناجم الماس والذهب والنحاس..وكذلك العاج والمطاط..بالإضافة إلى معاناة الأفارقة من سياسة التمييز العنصرى التى يمارسها الغرب فى العديد من الأماكن الإفريقية وخاصة فى دولة جنوب إفريقيا..
وقد طالب البعض من القادة الأفارقة..وبصورة انفعالية..الإسراع بقيام حكومة اتحادية تجمع كل دول إفريقيا..وإنشاء قيادة عسكرية عليا لكل الأفارقة..وشعر عبد الناصر أن المؤتمرين الأفارقة قد أخذتهم الانفعالات أكثر من اللازم..وأنه قد غاب عنهم أن الأحلام الإفريقة فى الوحدة الشاملة لا تتفق مع ظروف الواقع الأفريقى..لهذا أوضح عبد الناصر للأفارقة أن البداية يجب أن تكون حول حل المشاكل الإفريقية..الإفريقية أولاً..وأهمها حل مشاكل النزاعات الحدودية ما بين كل دولة إفريقية وجارتها..تلك القضية التى تعتبر إرثًا إستعماريًا ورثته غالبية الدول الإفريقية..واستطرد عبد الناصر مطالبًا الأفارقة بالاتفاق على حل تلك النزاعات بالتفاوض السلمى..ونبذ أساليب الصراعات المسلحة..كما تطرق عبد الناصر إلى ظاهرة التخلف الذى يسود غالبية القارة الإفريقية..هذا التخلف الذى يتطلب للقضاء عليه قيام التعاون وتبادل الخبرات بين الأفارقة بعضهم البعض..كما أعلن عبد الناصر أن مصر فى هذا الصدد مستعدة لأن تضع كل ما تملك من خبرات وإمكانيات تحت تصرف القارة الإفريقية..
كما طالب عبد الناصر الأفارقة بتوحيد سياساتهم فى المجال التجارى مع الغرب حتى تخرج إفريقيا من تحت سيطرة وتحكم أسواق وبورصات الغرب..
7 hours ago · Report
#
سليم حجار أما فيما يخص إسرائيل..فقد أوضح عبد الناصر مدى الخطر الإسرائيلى على إفريقيا..وأن تعاون البعض مع إسرائيل سيعود بالضرر على المتعاونين أنفسهم ذات يوم..ولم يشأ عبدالناصر أن يطلب بصورة مباشرة من تلك الدول الإفريقية المتعاونة مع إسرائيل التوقف عن تعاونهم هذا..بل اكتفى عبد الناصر بفضح صورة إسرائيل أمام الجميع..على تلك الدول تصل إلى حد الاقتناع من تلقاء نفسها بقطع علاقاتها بإسرائيل..وأخيرًا حسم عبدالناصر مسألة تحديد المقر الدائم للمنظمة الإفريقية..تلك المسألة التى كانت معلقة منذ الأجتماع الأول"الاجتماع التأسيسى" الذى تم فى 52 مايو 1963 بأديس أبابا..فقذ اختار عبد الناصر أن تصبح العاصمة الإثيوبية..أديس أبابا هى المقر الرئيسى للمنظمة..وأخيرًا انتهى المؤتمر الثانى للأفارقة بعدما تمكن عبد الناصر من إنجاحه تمامًا.
مصاهرة مصر للأفارقة
كانت العلاقات المصرية الإفريقية فى عهد عبد الناصر قد أقتحمت كل المجالات بدءًا من دعم حركات التحرير الإفريقية إلى الدعم الإقتصادى والعلمى والفنى لكل دول القارة وأخيرًا إلى مصاهرة مصر للأفارقة..فكانت هناك الزيجه الشهيرة بين فتحية المصرية والزعيم الغانى نكروما..
فتحية نكروما امرأة مصرية الجنسية..ولدت فى حى الزيتون بالقاهرة..وهى الأبنة الثالثة لموظف بالحكومة المصرية..عملت فى البداية فى مدرسة نوتردام دى ابوتر..لكنها لم تكن تهوى التدريس فعملت بأحد البنوك فى القاهرة..
وجمعتها الصدفة بالزعيم المصرى جمال عبد الناصر فرشحها للزواج من الزعيم الإفريقى كوامى نكروما رئيس غانا الذى أراد أن يؤكد على التلاحم الإفريقى العربى بطريقة عملية..وأكد عليها عبد الناصر أن الزواج من أول زعيم إفريقى يحقق الإستقلال من الحكم البريطانى (إستقلت غانا عام 1957 ) سوف يفرض عليها واجبات ومسئوليات وتضحيات وإخطار محتملة..وبعد سماعها تحذيرات الرئيس عبد الناصر ردت بأنها سوف تذهب إلى غانا للزواج من هذا الزعيم المعادى للإستعمار..وبالرغم من رفض اسرتها هذه الزيجة تزوجت فتحية من نكروما عام 1958 وهى فى سن الـ72عامًا بينما هو كان يبلغ 49 ..كانت تتحدث القليل من الإنجليزية اللغة الرسمية لغانا..بينما زوجها لم يكن يتحدث العربية أو الفرنسية التى كانت تجيدها..لكن خلال فترة ثلاثة أشهر كانت تستطيع إلقاء الخطب باللغة الإنجليزية..أحبت فتحية الثفاقة الغانية وأنبهرت بمدى استقلالية النساء فى غانا..واحبها الشعب واعجب بجمالها وحسن اختيارها لملابسها لذلك أطلق أسمها على أحدى تصميمات الأزياء الشعبية..
ويقول ابنها جمال نكروما عن سيرة والدته أنه فى ذلك الوقت كان عمل النساء كسفيرات أمر نادر..لكن بفضل الطبيعة السياسية لزوجها أصبحت فتحية نكروما مبعوث غير رسمى لبلادها..تقابل مختلف زعماء العالم والقادة والأفارقة..واستضافت شارل ديجول وهيلاسيلاس ونكيتاخرشوف..
انجبت فتحية ثلاثة أطفال..جمال تيمنًا بأسم الزعيم جمال عبد الناصر..وساميه..وسيكو والأبن الأخير هو الوحيد الذى يعيش فى غانا بينما جمال أختار القاهرة مقاًر له..أما سامية فتعيش فى إيطاليا..عندما حدث إنقلاب عسكرى فى غانا ضد نكروما عام 1966 عادت فتحية مع أولادها إلى القاهرة..بينما عاش نكروما فى منفاه بغينيا حتى وفاته عام 1972 حيث نقل جثمانه ودفن فى غانا وحضرت فتحية جنازة زوجها..ثم زارت غانا مرة أخرى عام 1997 لحضور احتفالات الذكرى الـ04 للاستقلال..وكانت تخطط لحضور الذكرى الـ05 عام 2007 لكن مرضها منعها..
واخيرًا توفت المناضلة المصرية فتحية نكروما بالقاهرة عن عمر يناهز 75 عامًا..وكان الرئيس الغانى جون كوفور أثناء وجوده بالقاهرة فى مايو 2007 قد زار السيدة فتحية بالمستشفى حيث كانت تعالج من نزيف حاد بالمخ - وبناء على طلب حكومه غانا تقرر دفن جثمان السيدة فتحية فى العاصمة أكرا بجوار ضريح زوجها نكروما..
إفريقيا ولمسات الوفاء والعرفان
منذ رحيل جمال عبد الناصر فى 1970/9/28 وإلى الآن..وإلى عشرات وعشرات من السنين الأخرى القادمة مازالت وستظل كل إفريقيا تحمل لعبد الناصر كل الحب والوفاء..
وقد روى السفير:د.فريد محمد صالح سفير مصر فى غينيا حول هذا الوفاء (كمثال) قائلاً :"إفريقيا لا تزال تتذكر جمال عبد الناصر الذى قاد ثورة تحرير إفريقيا من الاستعمار..ولمست هذا عن قرب خلال سنوات عملى كسفير لدى كوناكرى..وثمة وفاء وعرفان عبر بها شعب غينيا العظيم عن محبته لشعب مصر وذكرى زعيمه الراحل..ففى يوم وفاة جمال عبد الناصر سنة 1970 قامت غينيا ولم تقعد وسادها حزن هائل كان أكثرهم فيه رئيسهم الراحل أحمد سيكوتورى الذى شارك الرئيس جمال عبد الناصر الكفاح لتحرير إفريقيا والعالم الثالث..وكان بلده الوحيد فى إفريقيا الذى صوت لصالح الاستقلال عن فرنسا فى إستفتاء الرئيس ديجول سنة 1958 وفضل الفقر مع الحرية والاستقلال على الثراء مع العبودية والتبعية لفرنسا..فى هذا اليوم الذى توفى فيه عبد الناصر أعلن الرئيس أحمد سيكوتورى قراره الجمهورى بتغيير أسم الجامعة الوطنية فى كوناكرى إلى جامعة عبد الناصر..ليظل اسمه خالدًا مرفوعًا فوق أكبر صرح علمى فى غينيا..فتحمل اسمه وتنشر افكاره.
ü وفى السودان أكد المشير عبد الرحمن سوار الذهب الرئيس السودانى السابق أن ثورة يوليو 1952 الرائدة ما زالت فى الذاكرة مشيرًا إلى أنها ثورة غيرت مسار الأمة العربية والإفريقية ووضعت الشرق الاوسط على مساره الصحيح..وإن السودان ينعم الآن بأفضال ثورة يوليو..
وأضاف سوار الذهب فى حديث خاص للتلفزيون المصرى أن ثورة يوليو ساعدت السودان فى إنهاء الحكم الثنائى وفى نيل استقلاله بأرخص الأثمان..بل جنبتنا شر الصدام المسلح مع القوات الأجنبية..وقال إن الدعوة الوحيدة إلى وحدة ابناء وادى النيل لاتزال قائمة وتجد صدى واسعًا فى السودان الذى يؤمن الكثير من ابنائه بأن هذه الوحدة ستتحقق عاجلاً او أجلاً.
ü ومن السودان إلى جنوب إفريقيا ...فعندما جاء الزعيم الإفريقى الكبير نيلسون مانديلا لزيارة القاهرة عقب إنتصار الثورة وإندحار النظام العنصرى فى جنوب إفريقيا..زار الجمعية الإفريقية ومقرها فى الزمالك ويومها أصر على مقابلة محمد فائق وزير الإعلام الأسبق فى عهد عبدالناصر لكى يقول له " شكرًا لكم على الدعم الذى قدمتموه لنا"
محمد فائق كان مكلفًا فى عهد عبدالناصر بمتابعة حركات التحرر الإفريقية والتنسيق معها..ولقد كان الكثير من وزراء ومسئولى القارة تلاميذ أو أصدقاء لفائق.
ومن كينيا قال صادقًا، رايلا أودينجا رئيس وزراء كينيا الأسبق حينما زار القاهرة..أن لمصر وعبد الناصر فضلاً عليه وعلى والده واسرته وبلده..وإذا فرض واختلفنا أو أتفقنا مع ثورة يوليو 1952 وزعيمها الراحل جمال عبد الناصر..فهذا شأن..ولكن الموضوعية تقتضى منا الآن أن نشيد بعمق نظره مصر الناصرية تجاه ملف القارة الإفريقية عمومًا وملف حوض النيل خصوصًا..ليس هذا وقتًا للتفاخر أو التنابز ..لكن العقلاء فى السياسة هم القادرون على الاستفادة من التجارب السابقة خصوصًا إذ ثبت أنها ماتزال صالحة حتى وقتنا هذا منذ بداية ثورة عبد الناصر فى 1952، والدائرة الإفريقية كانت واحدة من دوائر رئيسية ثلاث تتحرك فيها الدولة المصرية فى عهد عبد الناصر..والدائرة الإفريقية لم تكن مجرد شعار وكفى مثل شعارات كثيرة ترفع الآن..لكنها كانت توجها أصيلاً وبذلاً وتضحيات وتحركات والنتيجة النهائية ان معظم رصيدنا فى القاهرة الإفريقية..إذا كان قد بقى لنا رصيد مستمد من هذه الفترة..
ولم تقف مواقف وعبارات الوفاء لعبد الناصر عند حد الأفارقة فحسب..بل أنه فى القاهرة ومن واحدًا من أشهر من اختلفوا مع سياسات عبد الناصر..جاء موقف الوفاء والأعتراف بعظمة عبد الناصر..فالداعية الكبير الشيخ محمد متولى الشعراوى قبل رحيله فوجىء الرأى العام به يذهب إلى ضريح جمال عبد الناصر لقراءه الفاتحة والترحم عليه..وقال الشيخ الشعراوى وقتها تفسيرًا لزيارته لضريح عبد الناصر..ان عبد الناصر جاءه فى المنام مرتديًا ثوبًا أبيض..فاستخلص من الرؤية أن ميزان حسنات الرجل أكثر من سيئاته..
وكانت المفاجأة فيما فعله الشعراوى أنها جاءت بعد سنوات من هجوم الشيخ الشعراوى على الزعيم عبد الناصر..وكان اقساها قوله أنه صلى ركعتين شكراً لله على هزيمة 5 يونيو 1967 ..ورغم ان ما فعله الشعراوى قبل موته كان نوع من الأعتذار على هجومه..إلا أن عشاق الهجوم على الزعيم الراحل يستثمرون تأثير الشيخ فيستدعون حججه ومنها قصة صلاته بعد نكسه يوليو..ويسقطون عن عمد قصة ذهابه إلى ضريح عبد الناصر...

المصدر
http://www.alfikralarabi.org/modules...ticle&sid=8543



رحم الله استازنا الجليل المهندس حسن يوسف

الصورة الرمزية سعيد فايد
سعيد فايد
:: عضو ذهبي ::
تاريخ التسجيل: Jul 2007
الدولة: مصر / 01146801155
المشاركات: 1,113
نشاط [ سعيد فايد ]
قوة السمعة:107
قديم 16-04-2012, 11:37 PM المشاركة 8   
Arrow


الله عليك يا عمنا ليزر

درتين فى ليله وحده الملك فيصل والزعيم جمال عبد الناصر

اخترت إثنين ممن لها مكان فى قلب العرب جميعاً بلا استثناء

رحمهما الله

لا ادرى هل لم يكونا بشراً؟؟ هل كان لديهم وحياً؟؟

الأجابه بالقطع لا بل هما رجلان لم يسعى احدهما

لمصلحه شخصيه بل لصالح وطنه وشعبه وعروبته


لعل الأيام تجود علينا بثمة فتى أو فتيان يخرجوا بنا

مما نحن فيه

اللهم آمين

شكراً يا حارق خارق

يا أبو الليزر انت

 

العلامات المرجعية

«     الموضوع السابق       الموضوع التالي    »
أدوات الموضوع

الانتقال السريع إلى


الساعة معتمدة بتوقيت جرينتش +3 الساعة الآن: 12:56 AM
موقع القرية الالكترونية غير مسؤول عن أي اتفاق تجاري أو تعاوني بين الأعضاء
فعلى كل شخص تحمل مسئولية نفسه إتجاه مايقوم به من بيع وشراء وإتفاق وأعطاء معلومات موقعه
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع القرية الالكترونية ولايتحمل الموقع أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)

Powered by vBulletin® Version 3.8.6, Copyright ©2000 - 2025