 |
:: مشرف قسم الإنتاج الزراعي والحيواني والطاقة البديلة ::
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 2,121
|
|
نشاط [ أبو معاذ 2010 ]
قوة السمعة:217
|
|
23-03-2014, 08:35 PM
المشاركة 8
|
|
هل يمكنك تصور ماكينة تعمل بذاتها ولا تتوقف عن الدوران أبداً؟
هذا الحلم بدأ منذ عصر الفراعنة وظل مثار جدل بين العلماء والفلاسفة حتى يومنا هذا .. وخلال الأربعة آلاف عام الماضية ظهرت ادعاءات كثيرة بخصوص اختراع آلة تعمل بنفسها للأبد، وتنتج طاقة مجانية (بدل حاجتها هي للطاقة)..
وكنتُ شخصيا قد قرأت وتعلقت بهذا الحلم مبكرا قبل أن أدرك استحالته من الناحية الفيزيائية .. ومازلت أملك حتى اليوم تصاميم و"خربشات" صبيانية لآله تدور من تلقاء ذاتها تعتمد على المغانط الطبيعية وانتقال الماء في دلاء صغيرة.. وذات يوم تقدمت خطوة أكبر واشتريت محركا كهربائيا صغيرا وشبكته بترسين (الأول) يرفع ثقلا حديديا (والثاني) يدير مولدا كهربائيا (يعود لتغذية) المحرك الأول فيستمران بالحركة على الدوام .. وللوهلة الأولى قد تبدو الفكرة ناجحة ولكن حين نفذتها فعليا أدركت بسرعة أنها فكرة "تعبانة" كون رفع الثقل الحديدي يخفض سرعة المحرك الذي يرفعه عن الأرض.. وحين تنخفض سرعة المحرك تنخفض سرعة المولد الكهربائي (المشبوك معه) فينتج قدرا متناقصا من الطاقة المغذية ... حتى يتوقف الاثنان تماما!!
على أي حال...
لا يفترض بك معرفة التفاصيل الميكانيكية بقدر استحالة وجود آلة تدور بنفسها دون أن تتوقف في النهاية.. وهناك أسباب كثيرة وراء هذه الاستحالة أهمها أن فرق الشغل وعوامل الاحتكاك والتحول الى شكل مختلف من الطاقة (كالحرارة والضوء والإشعاع) يخفض من قدرة أي آلة على الدوران ، مالم يتم تزويدها بمصدر خارجي للطاقة،.. فمحرك البنزين في سيارتك مثلا تضيع 75% من طاقته على شكل احتكاك وحرارة تُفقد في الجو (وبالتالي لا تستفيد أنت فعلا إلا من 25% من البنزين الذي دفعت ثمنه) .
ورغم المحاولات المستمرة لتحسين كفاءة المحركات إلا أن الشركات المنتجة لا تحلم برفع كفاءتها لأكثر من 50% (وأقصى نجاح أعرفه توصلت إليه شركة مرسيدس حين رفعت كفاءة محركات الديزل لديها الى 42% ) .. وبناء عليه تصور حجم المبالغة في اختراع آلة تصل كفاءتها إلى (100%) ناهيك عن انتاج طاقة اضافية للتغلب على عوامل الاحتكاك والحرارة المهدرة بحيث تتحرك الى الأبد !!
وكان ابن سينا قد أدرك استحالة هذا الحلم حين قال قبل ألف عام "لا يجوز أن يكون في أي جسم قوة طبيعية تحركه بلا نهاية".. وبعده بأربعة قرون كتب العبقري الايطالي ليوناردو ديفنشي "أيها الحالمون بدوام الحركة توقفوا عن جهلكم قبل أن تنضموا الى الحالمين بتحويل التراب إلى ذهب"..
غير أن دافنشي تجاهل حقيقة مهمة وهي أن من يسعون لابتكار هذه الآلة ليسوا جاهلين بمبادئ الفيزياء وقوانين الحركة (بل قد يكونون أعلم الناس بها) ؛ غير أن جاذبية الحلم وسخاء الفكرة يتغلبان أحياناً على أي مفاهيم علمية راسخة ، وسرعان ما يقنعون أنفسهم بإمكانية كسرها وتحقيق واحد من أقدم المستحيلات العلمية..
الكاتب : فهد عامر الأحمدي
|
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تحية طيبة أخي الفاضل محسن .
عذرا أخي الكريم ، ما الداعي لنقل موضوع لكاتب أنت في نظري أكبر منه مستوى و أكثر علما ( على الأقل في تخصصك ) ؟ هل كونه يكتب في جرائد و يتكلم في كل شيء و كأنه قد جمع العلم من أطرافه يشفع لنا في الإقتباس عنه و إعطاءه حجما أكبر من حجمه الحقيقي في ميدان ليس فارسه ؟
كان من الممكن أن تدبج أخي محسن مقالا أرقى بكثير من هذا ، و قد فعلت فعلا في مناسبات عديدة و لم يكن من داع لهذا الكاتب الذي رأسماله الكلام و إعادة صياغة ما يقرِؤه لا أكثر ، و إلا فما هي إنجازاته العلمية ؟ و ما هي اختراعاته و ابتكاراته ؟
جوهر الإختلاف إخوتي الأكارم ليس في صحة النظريات العلمية أو إمكانية كسرها ، و إنما في هل هذه النظريات كاملة و أحاطت بكل نواميس الكون و قوانينه و تفاصيله ؟ إذا كان الباري عز و جل يقول " و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا " فكيف نضع كل ثقتنا في هذا القليل و نحكم به على الكثير الذي لا نعلمه و نجزم أنه غير موجود .
كانت فكرتي منذ بدأت أعي العالم و أبحث عن أجوبة لما يدور حولي أن أي شيء لم أدركه و أتلمسه بيدي فهو غير موجود ، و مع مرور السنين اتضح لي أن هناك أشياء كثيرة لا يمكن إدراكها و لكنها حقيقة واقعة و يمكن معرفتها بمعرفة تأثيراتها و يمكن الإستدلال عليها بالعقل و المنطق و العلم ، و لكن مع التقدم في العمر اكتشفت أن هناك أمورا لا تدرك لا بالعقل و لا بالمنطق و يعجز العلم عن تفسيرها و مع ذلك فهي موجودة ...الأمثلة كثيرة و لا شك أن أغلبكم عنده منها الكثير .
مشكلتي ليست في وجود أشكال من الطاقة يطلق عليها الطاقة الحرة من عدمه ، فهذا أمر لم أحسمه بعد ( مع نفسي ) لأنني لم أقم بتجارب جدية في الموضوع و بالتالي لا يمكنني الإنحياز لأحد الطرفين ، و لكن مشكلتي مع تسفيه عقول من يؤمنون بهذه الطاقة و نعتهم بالخروج عن مجتمع العلم و الدخول في غياهب الجهل و الدجل ، لا يمكنني فعل هذا و لا يمكنني سلب الناس حقهم في تجريب ما يريدون ، و التجارب لا تقتل ، بل تفتح الآفاق ...صدقني أخي حيدر ، هؤلاء الخراطون الذين تكلمت عنهم أعلى شأنا و أكبر مقاما من كاتب هذا المقال ، فبينما يحاول هؤلاء إيجاد حل لمشكلة قائمة لا يكلف صاحبنا نفسه أكثر من كتابة مقالات تثبيطية و إعطاء انطباع الدونية و العجز لأبناء الأمة .
|