السلام عليكم.
أهلا بكم.
من تأمل معي حال النقاشات الأخيرة في منتدانا و خاصة تلك التي كان اخونا الدكتور حسين طرفا فيها مدافعا عن قانون بقاء الطاقة و المادة يضع بينه و بين نفسه سؤال (أي الفريقين أصدق؟) لأي فريق ستكون الغلبة؟ هل يمكن أن يصل أحد ما لنتيجة من كل هذا العراك المرير؟.
انا عن نفسي اضع نفس الاسئلة على الطاولة لا اريد اخفاؤها من اجل الصالح العام - و في محاولة مني للإجابة و من زاويتي كأحد أطراف المدافعين عن قانون بقاء الطاقة و المادة و المهتم و المؤيد لفكرة الطاقة الحرة من هذه الزاوية أحاول أن أساهم في وضع إجابة لما ورد من أسئلة مطروحة.
أؤكد لكم أن صاحب العلم ينتصر دائما طالما لم يداخله الهوى - هذه هي الحقيقة الثابتة - فمن يحاول أن يلوي عنق العلم لن ينال إلا الخسران عاجلا أو آجلا فليس ثمة منطب في ترك الطب و اللجوء إلى السحر و الدجل أو التخلي عن الاختراع بحجة انه ضد الاصالة (تفيد الأصولية هنا).
و بالتوازي مع ذلك لا ننسى أبدا ان العلم (لا يصنع شيئا) مالم يكن هناك خيال يضاف اليه فلو وضعنا كل علوم الارض في رأس إلكترونية لن تتقدم هذه الرأس خطوة واحدة بغير خيال انساني يعلمها ايضا كيف تستفيد من ما لديها من علوم - نحن (الانسانية) اخترعنا روبوتات يمكنها أن تتعلم لكننا بعد لم نستطع (و بتقديري لن نستطيع) أن نضيف اليها الخيال - و الخيال هو ما يصنع للإنسان للإنسان الطموح و يجعله متطورا.
همه امران لا ينفصلان (العلم و الخيال) لا تقدم حقيقي بغير علم و لا تطور ابدا بغير خيال.
لن ينتصر أبدا من يحارب فكرة قانون بقاء الطاقة و لا من يحارب فكرة الطاقة الحرة.
السبب ان الفكرتان ليستا متعارضتان و لا متناقضتان و لا بينهما شقاق من اي نوع - غاية الأمر أن أصحاب الفكرتين (الفرقتين) يواجهان مصاعب في واقعهما.
ان مؤيدي قانون بقاء الطاقة يواجهون مشكلة التخيل - تماما كالمؤمنين بسطحية الأرض - الله قال انها مسطحة لو كل اهل الأرض قالوا انها كروية لن يصدقوهم - علما أن المسألة ليست إيمانية بحتة عندهم - و لكن عقم خيالهم عن العمل على الفهم المختلف لكلام الله و تطبيق العلوم، لن أسهب كثيرا هنا.
على الجانب الاخر مؤيدي الطاقة الحرة - لانهم ايضا متجمدوا الوعي يرفضون ادراك كل متناقضات الكون - لا اعرف حقا من القى اليهم بوحي وجود مؤامرة كونية لاخفاء الحقائق العلمية - ان وكالات الفضاء العالمية يا سادة تطلق الأقمار الصناعية و تؤكد أنها تواجه مشاكل و صعوبات في (تغذيتها بالطاقة) - فمن اذا هذا الذي يخفي حقيقة الطاقة الحرة و لمصلحة من ان لم يستفد منها هو؟ شخصيا لا اعرف احد على ارضنا البائسة لا ينفق الكثير لتوفير اكبر قدر من الطاقة. كما أن اصتدامكم مع قانون بقاء الطاقة و المادة لا يعطيكم الحق في الدفع باالمؤامرة في مواجهة المشكلة - انت اصلا تتحدث عن احلام (يمكننا الان ان نسميها اوهام) فكيف اذا اصتدمت اوهامك بالعلم تدعي ان اوهامك هي العلم الحقيقي و لكن هناك من يخفي الحقائق؟! لا وجود لمنطق يقبل ذلك اطلاقا. فيكون المطلوب منك هنا امرين اولهما ان تعترف انك تتحرك في اتجاه محاولة اكتشافات جديدة تحتاج اساليب مختلفة و طريقة تفكير غير تقليدية - ثانياهما هو ان تضع كل شيء موضعه و ان تعطي الحق لأصحابه و تعترف بفضل العلم الذي تصر على محاربته و تسفيهه لان من سيخسر هو انت.
ان اكتشاف قانون بقاء الطاقة و المادة اصلا حاصلة تفكير غير نمطي (في حينه) و عليك ان تبدع افضل منه (لوقتك) فقط كما نقول في مصر (شغل دماغك).
أرجو ان أكون قد وفقت - فإن أحسنت فهذا فضل الله و إن أسأت فلتعذروني و لتشقع لي محبتكم.
و السلام