مجموعة من المقالات تهدف للارتقاء بالوضع المادي بطريقة سليمة.
المقال الأول :
المصروف (الاستهلاك) يفوق بأضعاف ما يحصل عليه غالبية الشباب هذه الأيام فما حل هذه المعادلة ؟
كثير من الناس حولي يعملون معظم ساعات النهار ولا يكفيهم الدخل حاجاتهم !
معظم الشباب لا يستطيعون الزواج لعدم توافر المال !
البطالة في ازدياد !!!
الأزمة المالية العالمية وتأثيرها على المنفذ الأخير للشاب ( الهجرة ) !!!
العمل الحالي يجبرني أن أخضع للاستغلال ( الظلم ) أو يجبرني أن أستغل ( ظلم ) فإن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب ؟؟؟
الكسب الحلال والكسب الحرام !!!
العمل الشريف ( يحفظ كرامة الإنسان - شاب أو فتاة ) !!!
هذه بعض تساؤلات الشباب بل أصبحت تساؤلات شريحة المجتمع العاملة من كل الفئات العمرية وفي كل المجتمعات غنية كانت أم فقيرة في كل دول العالم ولم تعد حكراً على الدول النامية أو بلدان العالم الثالث.
إذا نظرنا حولنا ببعض التدقيق نجد أن كثيراً من الناس يرفضون العمل لعدة أسباب من أهمها على الإطلاق عدم قناعة الشخص بالأعمال المطروحة من حيث المردود المادي أو من حيث القبول الاجتماعي أو القانوني.
فالعمل المقبول اجتماعياً وقانونياً لا يعود بفائدة مادية كافية بل ولا يسد الاحتياجات الشخصية في معظم الأحيان، والعمل المربح في كثير من الأحيان تدور حوله العديد من الشبهات أو الاستفسارات وأهمها ( القبول الأخلاقي - الإنساني - القانوني - الديني - الاجتماعي - الصحي ) ثم يأتي العمل الحر وهو الذي يخضع للقاعدة السابقة بالإضافة إلى الافتقار لرأس المال.
هناك كثير من الكتب تتحدث عن كسب سريع وتروي طرق خيالية في معظمها وكذلك الكثير من الأفلام التي ترسم صوراً لحالات إن لم تكن محض خيال فهي لا تمثل واقعاً عاماً دون أن ننسى دور الفكر الجديد بربح الجائزة الكبرى.
ولكل هذه الحالات دور هام في ابتعاد الناس عن العمل المجدي وانصرافهم لمعركة اليأس مع الحلم وبحجة أن الدخل يتبع الحظ ( الرزق مقدر ومكتوب ) فيقبع الإنسان يتخبط دون خطة أو حتى دون حراك ...
كل الأنبياء والفلاسفة ورجال العلم يتفقون على ضرورة العمل وأنه سبب استمرار الحياة وأن الوضع الطبيعي للإنسان يكمن في العمل ويشرفون العمل المتفق مع الأخلاق والقانون بغض النظر عن حجم مردوده المادي فهو في جميع الحالات أفضل من استجداء الناس والخضوع لمذلة السؤال.
لنتفق على أن العمل المذكور من الآن فصاعداً يتوافق مع القيم الأخلاقية والإنسانية والقانونية والدينية والاجتماعية والصحية.
كيف نصل والحال هكذا للعمل المجدي مالياً؟
قبل كل شيء أرجو أن يبحث كل منا في القصص الواقعية التي تروي نجاحات أشخاص بدؤوا من الفقر إلى الغنى في هذه الأيام وهي موجودة وكثيرة في واقعنا وحول كل منا، ولن أناقش هنا قصص من وصل إلى ثراء كبير بل إلى الحد الأدنى من الثراء الذي يرسم صورة من وصل إلى اكتفاء ذاتي وأسس أسرة ودخل جيد باستمرارية مناسبة.
وهنا يتبادر سؤال : هل هذا الواقع مستحيل؟
أليس هذا من حق كل إنسان فينا؟
كيف نصل إلى هذا الواقع وضمن زمن معقول؟