[align=center]
كيف بلغ خليل الله أبو المسلمين وأبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام
هذه الرتبة( خليل الله سبحانه وتعالى )؟
الجواب هو أن هذا الإنسان كان بسيطا ولم يركب سفينة فضاء ولم يرى
معجزات الله سبحانه وتعالى وآياته في الآفاق
ولم يتطلع على اكتشافات علميه بهرته ودعته إلى الإيمان بالله سبحانه وتعالى
بل انه لاحظ بان الناس يقدسون أشياء ماديه (أصنام) من اجل تحقيق غايات
وأهداف يصعب عليهم تحقيقها لاعتقادهم بان هذه الأصنام قادرة على ذلك
مثل اعتقاد البعض في هذه الأيام بان المال قادر على تحقيق كل شيء فيصرفوا عمرهم
كله على جمع المال(يعكفون على جمعه بشتى الوسائل)والآخرين الذين يبذلون الغالي والنفيس
لاستئجار أقوياء الرجال أو الدول لمقارعة غيرهم وينسون الله العزيز ذو القوة المتين شديد
المحال سبحانه وتعالى
ولكن إبراهيم عليه السلام شك في قدرة هذه الأصنام على ذلك فقام بمحاولة
الاتصال بهذه الأصنام دون جدوى عندها أرشده عقله الصافي النظيف السليم
من تأثيرات سفا سف الامور والخرافات بأنه لابد من وجود رب استطاع ويستطيع
فعل ما يعجز عن فعله الناس وغيرهم مما يرى ويسمع من مخلوقات على سطح الأرض
وفي السماء عندها قال كلمة رفعت مقامه عند الله سبحانه وتعالى إلى درجة خليل الله سبحانه وتعالى
وهي قوله (إن لم يهدني ربي لأكوننا من الضالين) أي انه يا إخوتي أدرك وجود الله سبحانه وتعالى
بعقله الذي وصفه الله سبحانه وتعالى(قلب سليم) ودون مرشد آخر (نبي أو رسول سبقه)
وكان هذا الإيمان قويا جدا وصادقا فتقبل الله إيمان هذا العبد المثالي في التفكير والوعي
وكان امتحان رمي إبراهيم عليه السلام في النار من قبل قومه وعدم تراجعه عما آمن به
دليل على قوة الإيمان (أي امتحان وأي إيمان) فتدخل الله سبحانه وتعالى وأنقذ خليله من النار
وهذا ما زاد إيمان إبراهيم عليه السلام بوجود ربه وبقدرة ربه على كل شيء
أما سؤ آل إبراهيم عليه السلام لله سبحانه عن كيفية أحياء الموتى فيدل دلالة قاطعة على
الإيمان العقلي وهو كما نعلم أقوى أنواع الإيمان ولذلك أجابه الله سبحانه وتعالى على
سؤاله لأنه سبحانه وتعالى رضي تماما على طريقة الإيمان هذه وحتى يقنعنا الله سبحانه وتعالى
بحقيقة قوة هذا النوع من الإيمان اخضع هذا المؤمن العظيم لامتحان عظيم وهو اختبار قوة طاعة هذا المؤمن لربه الذي تيقن ودون أدنى شك بوجوده فطلب منه ذبح ابنه الذي زرق به على كبر
وكانت نتيجة هذا الامتحان معجزة من معجزات هذا الإيمان العظيم بالله سبحانه وتعالى
وكان رد الجميل من الله سبحانه وتعالى لهذا العبد الصادق الإيمان العظيم فدو عظيم
لإنقاذ ابنه العزيز جدا على قلبه وإنقاذ أبناء إتباع ملة إبراهيم عليه السلام
وكرمه الله سبحانه وتعالى أيضا وكرم ابنه المؤمن المطيع لربه وأبيه إطاعة مثاليه تامة
بأن منحهما شرف بناء أول بيت مقدس للناس الكعبة المشرفة وأي شرف عظيم هذا
وجعله الله أيضا أبو الأنبياء وأبو المؤمنين.
وجميع الأنبياء كانوا رعاة غنم ولم يكونوا متعمقين بالعلوم والأبحاث العلمية وكذلك
الكثير الكثير من أولياء الله الصالحين.
فماذا يعني هذا؟
يعني والله اعلم أن الإيمان بالله سبحانه وتعالى لا يحتاج من الإنسان التبحر في العلوم
بقدر ما يحتاج إلى صفاء السريرة والذهن وبعد النظر لان الله سبحانه وتعالى كما وصف
نفسه عز وجل نور السماوات والأرض فلا شيء ظاهر حقيقيا مثل ظهوره ولكن كما قال
سبحانه لا تعمى الأبصار إنما تعمى القلوب التي في الصدور
فبما أن الله سبحانه وتعالى معنا أينما كنا وأقرب إلينا من حبل الوريد أي اقرب إلينا من
ملائكته عليهم السلام (الكتبة على أكتافنا) وروحنا جزء منه سبحانه
ألا نكون عميانا إذا بحثنا عنه سبحانه بأساليب العلم والحس وغيرها
وهذا يا إخوتي لايعني ترك العلم والبحث العلمي بل هو واجب وأمر رباني وآآآآجب التنفيذ
لأنه أفضل أنواع الصلاة والتسبيح لله الخالق لكل شيء والذي يوصل الإنسان إلى أعلى المراتب
بين خلق الله في جنات النعيم.
نسأل الله الأقرب إلينا من حبل الوريد السميع البصير المجيب إن لا يحرمنا من الإيمان به على
طريقة إيمان خليله وأوليائه ورجاله الصالحين الذين وصلوا ونالوا رضاه سبحانه وان تزيدنا
علما نافع آمين
من مكتبة تأملات اخوكم في الله مشارك بها في منتديات اسلاميه[/align]